في بطولة العالم للكونغو فو (الساندا) بهونج كونج ووسط دهشة الجمهور المحتشد بالصالة لمشاهدة مراسم تكريم الأبطال أصحاب المراكز الأولى.. ترتفع راية علم واحدة تمثل الأبطال الثلاثة رغم أن الثلاثة من ثلاثة بلدان مختلفة؛ فهذا باسل الكناني من مصر، وهذا شامل الشيشاني من أوكرانيا، وهذا كابتن الجعفري من إيران، ومع ذلك فالراية واحدة، وتتجه إليهم عيون الجمهور المتسائلة عن هذه الراية!! ويهمس أحد الحاضرين: إنهم يرفعون راية المسلمين "لا إله إلا الله.. محمد رسول الله".
رغم أن لعبة الكونغو فو لعبة من الألعاب العنيفة خاصة أسلوب الساندا التي تعني ملاكمة الأرجل والأيدي.. فإن المحبة والعلاقات الودية هي التي تسود على العلاقات بين اللاعبين من مختلف أنحاء العالم الذين جاءوا يشاركون في بطولة العالم المقامة في هونج كونج عام 2002، وبهذه المحبة والمودة بدأ الحوار بين باسل الكناني بطل مصر في الساندا وزن 80 وشامل الشيشاني الذي جاء ليلعب باسم أوكرانيا، وكان الحوار حول الراية التي جاء بها شامل، وكان مكتوبا عليها "لا إله إلا الله.. محمد رسول الله"، واتفق الاثنان على أن يرفع الفائز منهم الراية بدلا من علم بلاده تعبيرا عن الانتماء للإسلام قبل كل شيء رغبة في تعريف جميع الحاضرين في هذه البلاد أن الأبطال الذين يلعبون أمامهم مسلمون قبل كل شيء، وانضم إلى باسل وشامل جعفري لاعب إيران، ولكن المفاجأة الحقيقية أن يفوز الثلاثة رغم ارتفاع المستوى في هذه البطولة. لم يعرف أبطالنا الثلاثة في تلك اللحظة كلمة "مصري" أو "إيراني" أو "شيشاني".. فقط تذكروا أنهم مسلمون، وأن لهم دينًا واحدًا وراية واحدة أمام الجمهور الحاضر من مختلف أنحاء العالم ليشاهد أقوى بطولات القوة، وإن كان هذا لا يتناقض مع مشاعرنا الوطنية
على مائدة الطعام
كانت دهشة باسل عظيمة عندما تقدم منه لاعب بريطانيا، وطلب منه ألا يأكل هو وزملاؤه من اللحم المقدم لهم، ولما سألوه عن ذلك أخبرهم أن اللحم المقدم لهم لحم خنزير، والمسلمون لا يأكلون لحم الخنزير، وعرفوا منه أنه لا يأكل لحم الخنزير، ولا يشرب الخمر اقتداء بعادات المسلمين؛ لما رأى بهم من قوة في المباريات التي كان يندهش لها، ومن وقتها بدأ يقلد عادات المسلمين في الأكل والشرب.
باسل الكناني داعية بالكونغو فو
ويتحدث باسل الكناني عن ممارسته للعبة الساندا فيقول: "... أما إذا كان السبب الأساسي لرغبته في أن يكون بطلا أنه مسلم، ويريد أن يثبت أنه قادر وقوي وموجود؛ فهذا مهما حدث له فمستواه لا ينزل أبدا ومستمر، ومثال على ذلك أبطال مثل ربيع جميل بطل العالم سنة 1997 الذي حصل على ثاني العالم، وعام 1999 حصل على الثالث بالرغم من أنه لم تقدم له أي مكافأة تشجعه، ولكنه فكر في أنه مسلم ويريد أن يثبت أنه موجود، وأنه قوي الدافع ليستمر ويحتفظ بمستواه من أجل أن يقدم صورة طيبة للشباب المسلم والعربي في كل مكان ، وعندما حصلت على ثاني العالم 1995 لم أكسب إلا من رغبتي الشديدة في أنني هنا أمثل راية الإسلام، وعندما هُزمت في المباراة النهائية كان المنافس مسلما مثلي؛ ولذلك لم ألعب بنفس القوة التي لعبت بها في باقي المباريات، وحيث إنه أقدم مني فقد فاز بمهارته علي.
وفي عام 1999 حصلت على أول العالم، وأتذكر أنني قبل هذه البطولة وهبت هذه البطولة لله، ولم يخذلني الله، فحصلت على المركز الأول، وكان المنافس في المباراة النهائية من رومانيا.
ونستطيع من خلال ممارسة الفنون الحربية والفوز بالبطولات العالمية تقديم صورة طيبة عن المسلمين؛ فصورة المسلم القوي القادر المسالم في غير ضعف ولا هوان هي الصورة التي تجذب الكثيرين إلى الإسلام، وقد ذكرنا منذ قليل قصة اللاعب البريطاني الذي بدأ يتبع عادات المسلمين؛ إعجابا منه بقوة الشباب المسلم.